من هم السامريون | Samaritans

السامريون هم فرقة يهودية قليلة العدد لاتتجاوز المئات . يقطنون في مدينة نابلس من الضفة الغربية ، ويختلفون إختلافاً جذرياً عن اليهودية التلمودية الأرثوذكسية ، إذ ترفض هذه الفرقة معظم المعتقدات اليهودية السائدة والفكر الديني اليهودي التلمودي ، كما أنها تقف موقفاً معادياً من الصهيونية والدولة اليهودية ، إضافة إلى رفضها فكرة العهد بين اليهود والخالق وكون اليهود هم شعب الله المختار .
وتعتبر فرقة السامريين إمتداداً للفرق اليهودية القديمة كالصدوقين والقرائين اليهود . وهي الفرق التي رفضت إضافات الحاخامات اليهود على الشريعة الموسوية التي تراكمت على مدى قرون ابتداء من القرن الثاني للميلاد بعد العودة من بابل ، حيث أضيفت على أسفار موسى الخمسة وأطلق عليها تسمية الشريعة الشفوية التي جمعت ودونت لاحقاً في ماسمي بالتلمود (الميشنة والجمارا) ..بل إن السامريين لايؤمنون حتى بالأنبياء الذين ظهروا بعد النبي موسى إلا بالنبي يوشع بن نون .
ويكاد السامريون يرفضون كل أصول وفروع الديانة اليهودية الحاخامية ، ويعتبرون أنفسهم من دون غيرهم حاملي لواء الشريعة الموسوية ، كما يتهمون الفرق اليهودية الأخرى بالإنحراف والإرتداد عن الطريق القويم لدين موسى . ويبرز الإختلاف والتعارض إبتداء من النظرة إلى الذات الإلهية وإنتهاء بأبسط التعاليم والأحكام الشرعية . فإضافة إلى رفضهم معظم الكتب المقدسة لدى اليهودية السائدة ، يرفض السامريون فكرة ظهور ” المسيح المخلص ” في آخر الزمان للقيام بمهمة خلاص اليهود ؛ ورفض السامريين للفكرة يتوافق مع إنتسابهم القومي واندماجهم في محيطهم ، إذ يعتبر السامريون أنفسهم عرباً فلسطينيين برغم أنهم يتكلمون فيما بينهم إحدى اللهجات الآرامية القديمة .
السامريون والحاخامات :
يتهم حاخامات اليهودية التلمودية السامريين بأنهم بقايا الأشوريين الذين دمروا مملكة يسرائيل الشمالية في العام 722 ق.م. وتسببوا بتشتيت أهلها وضياع القبائل العشر اليهودية التي سكنتها . وبحسب الحاخامات فإن السامريين ليسوا من شعب الله المختار ولا من أبناء إسرائيل بل هم آشوريون تأثروا بديانة الشعب اليهودي ؛ ويأخذون عليهم خاصة تحويلهم لعملية تقديم القرابين ليهوه خارج القدس إلى جبل “جرزيم ” في نابلس .
كان السامريون – ومازالوا- يسكنون في محيط مدينة نابلس بالقرب من منطقة جبل جرزيم ، وقد رفض هؤلاء الهجرة إلى أراضي العام 1948 والإلتحاق بالدولة الصهيونية برغم فتح الصهاينة أبواب دولتهم للهجرة إليها . ولما سقطت نابلس في العام 1967 استمر السامريون في رفضهم للجنسية الإسرائيلية وأصروا على اعتبار أنفسهم عرباً فلسطينيين ، برغم الإغراءات الإسرائيلية الهائلة ، وما زالوا على موقفهم هذا حتى الآن . ولدى تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني إثر إتفاقيات أوسلو أدلى السامريون بأصواتهم كسائر الفلسطينين بشأنها .
السامريون والقدس :
يرفض السامريون قدسية مدينة القدس وفكرة الهيكل برمتها ، ويعتادون على ترداد جملة أن جبل “جرزيم ” ذكر في التوراة 13 مرة ، في حين لم تذكر القدس فيها إطلاقاً . كما أنهم يعتبرون أنفسهم الورثة الحقيقيين للمملكة الشمالية (مملكة يسرائيل) التي كانت موجودة لغاية القرن الثامن قبل الميلاد . إذ كانت هذه المملكة تعتبر قبلة اليهود في مدينة “كشيم ” القديمة (نابلس حديثاً) . ومن هنا فإن جبل جرزيم هو المكان المقدس والقبلة التي يتجهون إليها في صلاتهم ، وبالتالي لاتشكل مدينة القدس وجبل صهيون أي بعد ديني أو تاريخي للسامريين .
وبرغم سعي الحكومة الإسرائيلية للعمل على إغراء أبناء طائفة السامريين بالتقديمات الإجتماعية لدفعهم للقبول بالجنسية الإسرائيلية وفصلهم عن الفلسطينيين في نابلس ، إلا أن موقف السامريين كان موقفاً حازماً وجازماً ، إذ يقول الكاهن حسني واصف كاهن السامريين في المدينة (جريدة الأيام 11/11/2001) : “نحن فلسطينيون ، وقد أبلغنا رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية الذي جاء لزيارتنا قبل حوالي شهر ، بأننا لانقبل أن نفصل عن مدينة نابلس حيث مدارس أبنائنا وجامعاتهم وأماكن عملنا ومصالحنا .. نحن فلسطينيون وعرب ، وجبل جرزيم هو وطننا الذي لاوطن لنا سواه ” .

0 التعليقات:

المتابعون