معلمى العزيز أرجوك لا تكن أنت والزمان على أبى

حضرتك بتكلفنى بما يفوق طاقتى وطاقة والدى

الموظف

وأنت تعلم جيدا ما هو حال الموظف فى هذه الأيام

معلمى العزيز أنا عاوز أتعلم بجد وموش بتدلع ونفسى يبقى لى مستقبل، أنا بحب حضرتك جدا وبحترم حضرتك وأقدر فضلك وفضل كل المعلمين على، ولكن عندى كلام أحب أن أقوله لحضرتك ولكل من يهمه الأمر

حضرتك بتكلفنى بما يفوق طاقتى وطاقة والدى الموظف، وأنت تعلم جيدا ما هو حال الموظف فى هذه الأيام. حضرتك بتطلب منى كل أسبوع أن أقوم بإعداد بعض الأنشطة فى المواد الدراسية المختلفة، وخاصة فى ظل تطبيق نظام التقويم الشامل الذى وضع رقاب الطلاب وأهاليهم بين فكى معلمى الفصل، وتشترط على أن أقوم بإعداد النشاط على أسطوانات وأن أستخدم البرامج الحديثة مثل البوربوينت واليوتيوب وغيرها، وأنا قد لا أجيد استخدام هذه البرامج، ولم تفكر أنت يوما أن تعلمنى وتدربنى على كيفية استخدامها، وكل ما يهم هو أن أقدمها لك وتقوم أنت بدورك بتقديمها إلى موجه المادة حتى تثبت له أنك الأكثر إنتاجا بين زملائك أو أن تضعها داخل الملفات وترقد حبيسة الأدراج دون جدوى.

ولا أجد أمامى من بد غير أن أذهب إلى أحد المكتبات أو السيبرات كى أعدها لك وتكلفنى الأسطوانة، أقصد تكلف والدى المسكين ما بين العشرة والخمسة عشر جنيها، أدفعها كل أسبوع لجميع المواد الدراسية ليس مادة حضرتك فقط.

وخوفا من التلويح بدفتر الدرجات الذى تلوحون به لنا بين الحين والآخر ولا تراعوا ظروفنا المادية ولا تراعى إن كان لدينا جهاز كمبيوتر بالمنزل أم لا، أعرف أن الكثيرين سوف يقومون بالرد على بأنى طالب فاشل وبتدلع وأن جيل اليومين دول عاوزين كل حاجة على الجاهز وموش عاوزين يتعبوا.

أرد عليهم بأنى لو حاولت أن أقوم بإعداد هذه الأنشطة داخل المدرسة قد لا تتاح لى الفرصة، فكل فصل به أربعين طالبا ولا يوجد بالمدارس العدد الكافى من الأجهزة الذى يغطى هذا العدد من الطلاب، ولا يوجد العدد الكاف من معلمى الحاسب الآلى حتى يتابعونا ويدربونا على استخدام الأجهزة، فتجد العديد منا لا يجيد استخدام البرامج إلا من رحم ربى واستطاع والده شراء جهاز كمبيوتر منزلى، ولا يقوم معلمو الحاسب بتدريبنا إن وجدوا بالعدد الكافى مطبقين مبدأ العديد من الموظفين

(هو كده على قد فلوسهم هو يعنى الموظف فى أى مكان بيقبض كام)

. فأذهب لوالدى الذى يظل يوبخنى بأقصى الشتائم والإتهامات قائلا: (أجيب لكم منين) وإن جئت للحق فهو معزور فهو رب أسرة ويعول أبناء غيرى، ولكل مطالبه التى لا تنتهى، ناهيك عن مصاريف الطعام والشراب والملبس ومصاريف المنزل والفواتير التى لا تنتهى، ومصاريف الدروس الخصوصية وثمن المذكرات والكتب الخارجية، طاحونة لا تنتهى، ثم فى النهاية وبعد جدل كبير مع أبى وبعد توسلات من أمى يقدم أبى مصلحتى على كل شىء ويعطينى النقود كى أعد لك النشاط.

وبعد كل هذه المعاناة أقدم لك النشاط وتقوم حضرتك بإعطاء زميلى الذى تعطيه درسا خصوصيا درجات أعلى منى بكثير لا لذنب جنيته، إلا أنى لا آخذ درسا خصوصيا عند حضرتك.

أستاذى العزيز أرجوك قبل أن تكلفنى بإعداد الأنشطة، علمنى كيف أعدها بنفسى حتى أستفيد منها وحتى تحقق أنت نواتج التعلم المستهدفة من هذه الأنشطة والتى وضعت من أجل تحقيقها

أتح لى الفرصة، والمكان المناسب لكى أمارس الأنشطة ولكى أعدها بنفسى.

لا تجبرنى على شكل محدد للنشاط، ولكن اطرح الموضوع واترك لنا حرية تنفيذ النشاط حتى، وإن كتبته بيدى على ورقة عادية لا تجعل تقييم النشاط قاصرا على جمال الشكل الظاهر فقط، ولكن على مدى استفادتى منه، ولا تصادر فكرى وإبداعى، اترك لى الفرصة كى أعبر عن نفسى وعن شخصيتى، ليس من الضرورى أن تجعل منا نسخا مماثلة لك فى الفكر والرأى وكل شىء دعنا نتنفس.

لا تفرض على ولا تجبرنى ولا ترهق والدى أن ألتحق بالدرس الخصوصى عندك، وأن أشترى مذكرات حضرتك حتى أرضيكـ وحتى أحصل على الدرجات فقط دون تحقيق أى قدر من الاستفادة.

معلمى العزيز أرجوك لا تكن أنت والزمان على وعلى والدى،

وكفا ما يعانيه من قسوة الحياة

0 التعليقات:

المتابعون