سيجمند فرويد

ما هو معنى الاحلام؟

بينما يحاول العلم ان يكشف عن اذا ما كان هناك معنى للاحلام، الا ان اجابة هذا السؤال بديهية لدى بعض الثقافات و القبائل حيث أن الحلم بالنسبة لهم هى الدواء الروحى الذين يتشاركون تفاصيله سويا و لديهم دوما التفسير المنطقى لأحداث أى حلم.على الجانب الاخر هل يستطيع العلم أن يعرف معانى الاحلام؟ . سيجمند فرويد و علماء القرن العشرين لطالما أعتقدوا أن الاحلام هى مجموعة من الرموز التى يخلقها العقل الغير واعى و يبرزها من خلال الاحلام و ما علينا سوى أن نقوم بفك هذه الرموز حتى نستطيع فهم المعنى الذى ينطوى عليه الحلم.

سيجمند فرويد

لذلك كان لابد من استغلال قوة التحليل الرياضى من أجل فك رموز الاحلام ،هذا هو ما يحاول العالم” أنتونيو زيدرا” أن يصله له. يمتلك ذيدرا قاعدة بيانات كاملة تضم ألاف من الاحلام و قد حول احداث كل حلم الى مجموعة من الارقام. يعتقد زيدرا أن محتوى الحلم يعطينا دلالات على الكيفية التى يعمل بها المخ و يحلل الاشياء حيث أنه قام بعملية ترميز للشخصيات و المشاعر و التفاصيل و أعطى كل منها قيمة رقمية، و من خلال هذه الارقام يستطيع القول أنها تتخذ نمطا معين و بذلك يستطيع أن يعطى شكل عاما لعالم الاحلام لشخص معين .بالتحليل الرياضى لقاعدة بيانات الاحلام لدى زيدرا،وجد أنه نحو ثلاث ارباع احلامنا تكون سلبية.فى النهاية يعتقد زيدرا أن أحلامنا ما هى الا انعكاسات لما لدينا من اهتمامات فى حياتنا الواعية.

أحلام غيرت العالم

سوف تندهش اذا علمت ان الاحلام كانت هى السبب الرئيسى فى حصول اثنين من الحالمين على جائزتى نوبل، و اكتشاف البعض الاخر لعقارين دوائيين رئيسيين كما كانت الاحلام هى الدافع وراء العديد من الاحداث السياسية الهامة بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الروايات و الافلام السينمائية الشهيرة. بحثت الدكتورة”ديردرا باريت” الكيفية التى تساعدنا بها الاحلام لحل المشكلات المختلفة فوجدت ان الاحلام هى الفرصة الانسب لايجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلات اذ انها تمكننا من رؤية الامور بشكل أوضح أثناء الحلم كذلك تساعدنا فى أن نفكر خارج الصندوق.يقال ان الجدول الدورى للعناصر الكيميائية قد جاء الى العالم الروسى” ديمترى مندليف” فى أحد أحلامه.

فى سنة 1884 كان المخترع الامريكى “ألياس هاو” عاكفا على اختراع أول ماكينة خياطة، و فى أحد أحلامه رأى انه يهاجم من قبل مجموعة من الاشخاص يحملون فى أيديهم رماح موجهه نحوه مباشرة ، انتفض هيو من نومه مرتعدا ملتاعا مما رأه فى الحلم و ما لبث ان هدأ شعور الخوف الذى سيطر عليه، أخذ يتذكر تفاصيل الحلم ،و كيف أن مقدمة رؤوس الرماح التى كان يهاجم بها كانت تحتوى على فتحة فى رأس كل منها ، و من هنا أدرك هاو أن ابره ماكينة الخياطة لابد و أن تحتوى على فتحة قريبة من راسها.

ألياس هاو و اختراع أول ماكينة خياطة

هذا الابداع فى الاحلام وصل قمته فى مجال الادب أيضا حيث شاهدنا ذلك فى رواية فرانكنشتين للكاتبة” مارى شيلى” فقد رأت أحدث الرواية فى أحد أحلامها!

فرانكنشتين

تستطيع أنت أيضا أن تحلم بما تريد! نعم اذا ركزت قبل نومك فى انك تريد أن تحلم بشئ معين أو مشكلة تود حلها فربما تجد الحل فى أحد أحلامك! لقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها على 50% ممن طبقت عليهم التجربة بل ووجدوا حلولا لمشالكلهم من خلال أحلامهم أيضا.
فى الابحاث الاخيرة لبروفيسور “روبرت ستيكجولد” وجد أنك بينما تكون نائم فإنك تتعلم… قد تستغرب و تسألنى…كيف أتعلم و أنا نائم..أقول لك حينما تعمل على اكتساب مهارات معينة بينما أنت متيقظ سواء فى دراستك أو عملك.. حينما تنام…يقول لك عقلك حسنا حان وقت التعلم. يبدأ عقلك فى البحث فى ذكرياتك عما يمكن أن يفيدك لثقل هذه المهارات و يظهر ذلك من خلال أحلامك فقد تحلم و ترى مشاهد ترتبط بمهاراتك تلك بالاضافة الا مزجها بذكريات أخرى مخزنة فى مخك…هذه هى الطريقة التى يعمل بها عقلك لكى يجعلك تتعلم بينما أنت نائم. و عندما تستيقظ قد تلحظ تحسنا ملحوظا فى أدائك …فقد أتم مخك مهمته بينما أنت نائم!

كوابيس ليلية

برغم من كل الفوائد التى سردنها من خلال الموضوع فأننا نعلم و بكل أسف أن الاحلام لها وجه أخر يكشر لنا عن أنيابه أنها الكوابيس.يرى دكتور “أنتى ريفونسو” أنه بلا كوابيس…لن تنجو الانسانية! من خلال ابحاث ريفونسو على تجميع مجموعة من كوابيس الاطفال ،وجد ان الكوابيس عادة ما تكون نوع من “البروفة” التى يخلقها لك عقلك لكى يعطيك الخبرة و يدربك اذا ما تعرضت لذات الموقف بينما أنت متيقظ. من دراسة ريفونسو لكوابيس الاطفال وجد أن اغلبها تتعلق بالوحوش البرية الضارية التى ترغب فى أن تلتهمهم.كانت هذه هى طبيعة حياة أجدادنا القدماء، لقد فطروا على الخوف من أعداءهم الطبيعين ألا و هى الحيوانات المفترسة و المتوحشة و تلك هى ذكرياتهم المخزنة فى عقولنا نحن أحفادهم و أصبحت جزء لا يتجزء من ذكرياتنا و بالتالى هى كوابيسنا نحن أيضا طالما لازلنا أطفال فى سن صغيرة.بينما نكبر سنا و يزداد رصيدنا من التجارب فى الحياة، تتغير طبيعة كوابيسنا بتغير طبيعة أعداءنا الطبيعين و الاشياء التى من الممكن أن تهدد حياتنا فى ظل التكنولوجيا التى نعيشها فى كل لحظة.فقد تجد كوابيسك تتمحور حول كونك تسقط من المصعد أو تتعرض لحادث داخل سيارتك فهذه هى تبعات التكنولوجيا!!

هل سيطرت عليك الكوابيس؟ و أصبحت محبوس داخل أحلامك؟ هذا هو ما عانته “ساره مايكل” عندما اصيبت بمرض معروف بإسم “اضطراب ما بعد الصدمة”.إن التعرض إلى حادثة أليمة تكون تأثيراته النفسية على المصاب بالغة حتى بعد أن يشفى من الاصابات الجسدية الناجمة عن الحادث،فإنه يقع فى فخ اضطراب ما بعد الصدمة. تعرضت سارة الى حادث بليغ و بعد أن شفيت منه بدأت تدخل فى دوامة من الكوابيس الليلية التى ترتبط بالحادث و المتسبب به أيضا، لدرجة انها أصبحت تعانى من كوابيسها هى متيقظة ، ترى هلاوس و أشياء غير موجودة و أصبحت لا تترك منزلها على الاطلاق.بعد ثلاثة سنوات من عذاب سارة شخصت حالتها ب”إضطراب ما بعد الصدمة” و بعد فترة من العلاج تحررت من كوابيسها تلك و أضحت تعيش حياة طبيعية .من قصة سارة هذه يمكننا استيعاب تأثير العقل على الانسان و قدرة الاحلام على تحويل الحياة الى جحيم.

تجربة الحلم الجلى

هل عشت تجربة الحلم الجلى؟ متى يصبح حلمك جليا؟ ..عندما تدرك أثناء الحلم أنك تحلم بالفعل و يكون لك كامل السيطرة عليه!! تجربة الحلم الجلى هذه قد أنكرت بشدة من قبل العلماء و قد نفوا تماما مقدرة الانسان السيطرة على أحلامه. كرس ستيفن لابيرج أبحاثه فى مجال الاحلام الجلية و أثبت خطأ العلماء فى كون الحلم الجلى غير قابل للتحقيق.من خلال أبحاث لابيرج قام باجراء تجربة بسيطة على الشخص محل التجربة،اتفق مع هذا الشخص أنه اذا رأى نور ساطع يأتى من بعيد أثناء نومه،فعليه أن يحرك عينه أولا ناحية اليسار ثم ناحية اليمين.ما أن نام هذا الشخص حتى وجه لابيرج ضوء ساطع على عين الشخص النائم ،و قد استجاب النائم بوضوح الى الضوء الساطع الموجه من قبل لابيرج فحرك عينه الى اليسار ثم اليمين ، و كانت نجاح هذه التجربة هو الرد الوافى لإمكانية الحلم الجلى اذ تمكن الشخص النائم من التحكم فى انفعال معين اثناء نومه. لابيرج فى رحلته للبحث عن أولئك الاشخاص القادرين على “الحلم الجلى” اذ تبين له من خلال تجاربه انه ليس للجميع المقدرة على خوض تجربة ” الحلم الجلى” حيث نستطيع القول أن الحلم الجلى هو موهبة لا يبرع فيها جميع الحالمين و لكنها قد تثقل بالتعلم.
من أجل هذا الغرض،أنشأ لابيرج العديد من ورش العمل التى تشرح الكيفية التى تمكن الشخص من رؤية “الحلم الجلى”.كتجربة مبدأية يحصل الطلبة فى ورشة العمل على قناع وجهى يحتوى على أضواء ساطعة عند موضع العينين،من خلال هذا القناع يحاول لابيرج أن يفعل تجربته التى اثبت بها امكانية الحلم الجلى و لذلك تطبق هذه التجربة للطلبة لمعرفة اذا كانت لديهم القدرة على الحلم الجلى أم لا.

قناع الوجه فى تجربة الحلم الجلى

إذا استطاع الشخص الحالم أن يميز الاضواء الساطعة أثناء نومه و يتفاعل معها من خلال حلمه ،هو بذلك يصبح شخص ذو قدرة على الحلم الجلى. و بثقل هذه المقدرة يصبح الشخص”حالم جلى” بشكل لاشك فيه يمكنه من التحكم الكامل فى احلامه و اذا ما نام و رأى حلم فأنه يعرف تماما انه يحلم و يستطيع أن يفعل ما يشاء اثناء الحلم كأنه متيقظ تماما.

يرى لابيرج أن ميزة تجربة الحلم الجلى تكمن فى معالجة بعض مشكلات النوم مثل الكوابيس المتكررة، فاذا اتقن الحالم تجربة الحلم الجلى يستطيع أن يكون له كامل السيطرة على كوابيسه و معرفة ماهيتها و من ثم معالجتها و عدم تكرارها مرة أخرى.

اجذب غطائك الان و غط فى نوم عميق….

اذا فأحلامك هى وسيلة لتتعلم بينما أنت نائم…تحل مشاكلك و ربما تصبح مكتشفا أو عالم…اذا لم تحلم فإعلم انك تعانى من مشكلة…احذر منها فقد تتحول الى كوابيس…اذا اردت ان تنطلق فى عوالم لا نهائية فلتجرب الحلم الجلى…اذهبوا الان الى قيلولة…لتجربوا هذا العالم الغريب.

0 التعليقات:

المتابعون