أغمض عينيك للحظة …و تخيل بداية كل شئ

مهما ذهبت بخيالك لابعد حد لن تستطيع تصورها

لانها كانت بداية غير تقليدية…على الاطلاق.

مكونات الطبخة الكونية

هذا الكون البديع من حولنا من أصغر ذرة لاكبر مجرة…كيف كانت بدايته، بالطبع لم يوجد كوننا فجأه فى صورته الحالية من مجراتو نجوم و كواكب بل بدأ من انفجار فى نقطة صغيرة و بمرور الزمن تطور حتى أصبح ما هو عليه الان. عند سماعنا كلمة “انفجار” للوهلة الاولى نتصور الدمار و” النهاية” لكن مع خلق الكون كان الامر مختلف، فكان الانفجار هو” البداية”. تخيل مثلا عند بناء مبنى فأن المكونات اللازمة لبنائه هى الاحجار و الخرسانة ،لكن ما هو الحال بالنسبة للكون؟؟….المكون الاساسى فى عملية بناء الكون هو الطاقة ،الطاقة الناتجة عن هذا الانفجار المجهول. و لكن ما نراه الان هو المادة و الفضاء و الطاقة كيف اذن تكون البداية هى الطاقة؟…للرد على هذا السؤال نقول أن المادة و الطاقة هما وجهان لعملة واحدة فسرعان ما تحولت هذه الطاقة الهائلة الى مادة و يبدأ هذا الانفجار فى التوسع فينتج عنه الفضاء الشاسع الذى نراه الان. هذا هو ما حدث منذ 13.7 مليار سنة و عرف بأسم الانفجار العظيم.

قصة الانفجار

فلنعود اذن الى ما بعد الانفجار مباشرة حيث بدأت حرارة الكون فى الانخفاض تدريجا بعد أن كانت حرارته حوالى 32^10 درجة مئوية وهدأت حركة الجسيمات نسبيا، بالتحديد بعد ثلاث دقائق بدأت أنوية الذرات بالتكون لانه قبل ذلك لم يكن من الممكن ان تتحد البروتونات و النيترونات سويا بسبب التصادم الدائم مع الجسيمات الاخرى سريعة الحركة.استغرقت عملية تكون الانوية حوالى 500.000 سنة لندخل بعد ذلك فى مرحلة أخرى و هى اتحاد الالكترونات بأنوية الذرات بنجاح بعد محاولات عديدة فاشلة ،فعند وقوع الالكترونات فى مدارت الانوية كانت تطرد بفعل التصادم مع الجسيمات الاخرى. بعد انقضاء المليار سنة الاولى من عمر الكون نجد ان ذرات الهيدروجين و الهليوم قد تجمعت فى سحب غازية ضخمة لتكون هى الصور الاولية للمجرات بينما السحب الغازية الاصغر هى بداية تكون النجوم، مع مرور الوقت نجد امامنا مجرات متكاملة من نجوم و قد كونت مجموعات شمسية فى جميع انحاء الكون.

و ماذا عن النهاية….

وجد العلماء انه على الرغم من مرور مليارات السنين على الانفجار العظيم الا ان الكون ما زال فى حالة تمدد دائمة، فبدأ سؤال يظهر فى الافق…الى اين يتجه هذا الكون و كيف ستكون نهايته؟
هناك العديد من الاجابات المحتملة على هذا السؤال منها ان هذا الكون سوف يظل يتمدد الى ما لانهاية حتى تتباعد المجرات عن بعضها و الكواكب عن شموسها و يموت هذا الكون متجمدا بسبب فقد الاجرام السماوية لطاقتها و عدم قدرتها على اكتساب طاقة أخرى من الاجرام المجاورة لها لبعدها الكبير عنها فتكون النهاية بانخفاض درجة حرارة الكون و موته.

الاحتمال الاخر هو ان الكون سوف يظل فى حالة تمدد حتى يصل الى لحظة لن يستطيع عندها التغلب على جاذبيته الداخلية فيبدأ بالتراجع و الانكماش على نفسه فيما يعرف بأسم الانسحاق العظيم.

و لكن اعتقادات العلماء تتمحور حول ان هذا الانسحاق ما هو الا حلقة من سلسلة خلق كون جديد فهذا الانسحاق قد يسبب انفجار عظيم أخر فيولد كون جديد فيتمدد و يتوسع حتى يصل الى اقصاه فيعود و يتراجع ليحدث انسحاقا اخر و هكذا دواليك الى ما لانهاية. بغض النظر عن رأى العلماء و النظريات العديدة التى وضعوها فسوف ينتهى الكون و ننتهى نحن أيضا كما قدر الله لنا و لكن لا يسعنا سوى التفكير الا فى هذا النظام الفائق الدقة فى خلق هذا الكون و بدايته التى لا تخطر على عقل فما قبل الانفجار العظيم نحن لا نعلم شيئا و لا نعلم ما الذى فجره و لكن كل ما نعلمه ان هكذا كانت البداية…

0 التعليقات:

المتابعون